صناعة الصوف تعتمد صناعة إنتاج الملابس، والسجاد، والمنسوجات على مادّة الصوف بشكل عام، وهذا يعود لدفء خيوطها، وسهولة تنظيفها، وامتصاصها للرطوبة، وعزلها للبرد والحرارة؛ كل هذه الصفات جعلت الصوف المادّة الأفضل في تصنيع الملابس الشتوية من معاطف، وسترات، وغيرها.
يُجلب الصوف من فراء الخراف بصورته الطبيعية، بعد القيام بقصّه بصورة دورية، وتمريره بعدّة مراحل علاجية وصناعية ليبدو لنا خامةً جاهزةً للاستعمال؛ فالصوف يتمتّع بألياف أسطوانية الشكل، تتلبّد وتنكمش على بعضها بفعل الحرارة، الأمر الذي يزيد من قدرة الألياف على التحمل، ويجعلها جاهزةً للتصنيع بالشكل المطلوب.
عرف الناس الصناعات الصوفية منذ عشرة آلاف سنة؛ فلقد كانوا يربّون الأغنام والمواشي طمعاً في لبنها، وصوفها، فبدأت بوادر خجولة في غزل الصوف في عام أربعمئة قبل الميلاد في منطقة آسيا بسبب توفّر المواد الخام لديها بكثرةٍ من خلال تربية أعداد كبيرة من الخراف والأغنام التي كانوا يَستخلصون مِنها الخيوط الصوفيّة، ومن ثمّ يُعالجونها يدويّاً للحصول على خيوط الغزل.
معلومات عامة عن الصوف - تؤخذ الألياف الصوفية من أنواع مختارة من الخراف، والأغنام مثل: أغنام المارينو، وماعز الكشمير، والموهير، ومن حيوان اللاما ذي الصوف الطويل.
- يبلغ الإنتاج العالمي من الصوف الخام ما يقرب من ثلاثة ملايين طن سنوياً، وأهم الدول الرائدة في إنتاج الصوف أستراليا ونيوزيلندا، والصين، وروسيا، والأروجواي، والأرجنتين.
- تُحدّد نوعية الصوف وتستخدم تبعًا لنوعية الأغنام التي تؤخذ منها هذه الأصواف، وتعتمد نوعية الصوف على العمر، والحالة الصحيّة للأغنام، والظروف البيئيّة التي تعيش فيها.
- أفضل أنواع الصوف تأتي من الغنم الصغيرة التي يترواح عمرها ما بين ستّة شهور والسنة، وتُصنع منها الملابس الصوفيّة الناعمة، أمّا صوف الأغنام الكبيرة فإنه يستخدم في الصناعات النسيجية التي تتعلق بالسجاد، والبسط، والبطاطين بشكل عام.
مراحل تصنيع الصوف ينتج الصوف عبر عدّة مراحل:
- جز الصوف: حيث تجمع الأغنام في مكان واحد ويُقصّ صوفها بواسطة جزازات كهربائية، وتتمّ هذه العملية مرة واحدة في السنة، ومن ثم تجمع كميات الصوف وتنقل لتمر في المرحلة الثانية من مراحل التصنيع.
- في مرحلة الفرز والتصنيف: تُصنّف الألياف الصوفية تبعاً لعدة عوامل أهمها النعومة، والطول، والتجعد، واللون، ومن ثم تزال كافة الألياف الرديئة والتي لا تصلح للتصنيع .
- تتنوع ألوان الصوف تبعاً لنوع الأغنام؛ فهي متفاوتة ما بين اللون الأبيض إلى اللون الغامق؛ كالرمادي، والعاجي الداكن، والأسود، وهذا يدعو النسّاجين إلى وضع الصوف في مرحلة تبييض حتى يتمكّنوا من صبغه باللون المرغوب.
- تنظيف الصوف: فهي من المراحل الأساسية التي يتمّ فيها تنظيف الصوف بالمواد الكيمائية، وأنواع من المذيبات التي تُساعد على التخلص من كافة الأوساخ العالقة بصوف الحيوان.
- بعد تجفيف الصوف يتمّ تمشيطه، وتتمّ عمليّة تمشيط الصوف بإمراره خلال مسنّنات سلكية رفيعة؛ حيث تقوم هذه المسننات بفك التشابك في الألياف الصوفية، وترتيبها على شكل أشرطة تُسمّى بالنسيج، ومن ثمّ تلف الأنسجة على بكرات كبيرة.
- تمشيط كرات الصوف مرّةً ثانية لتكوّن خيوطاً رفيعة جداً، ومن ثم تُلوى بواسطة آلات الغزل لتكوين الخيوط النسيجيّة حسب نوع الصوف؛ فتنتج خيوط الجوخ الناعمة، وخيوط الموهير ذَات الخشونة.
- نسج الخيوط الصوفية في نول كهربائي كبير، لتصنيع الملابس منه، أو البطانيّات، أو السجاد حسب الغرض منه.